السبت، 6 نوفمبر 2010

وتتعاقب الأجيال

تقول جدتي:
حديثة يقهويني ولا لي بشرب الهيل
يا أهل القهاوي لا تصبوا لي منها

وانا اقول:
لا موكا ولا كابتشينو ولا كوكتيل
سوالف الوتس اب ما في ازين منها

***

في كل عام دراسي ادخل الفصل لأجد بأن الطالبات هم نفسهم
ولكن بأشكال و أسماء مختلفه
الطالب المتفوقة
والخجوله
والهادئه
والدعلة
والمتمردة
وغيرهم
ذلك الخليط من الشخصيات لايتغير

فاشعر احيانا بان الزمن يكرر نفسه في كل جيل
ولكن بصورة جديدة
و
"نيو لوك"

كحب القهوة
فهو مازال موجودا ولكن اتخذت القهوة شكلا جديدا
واسما مختلفا, باختلاطنا مع عوالم اخرى والتعرف على حضارات مختلفه

كذلك حال بعض المفاهيم والعادات في حياتنا
هي نفسها ولكن غلقت بشعارات وألوان مختلفه
ربما بتغير نظرت الناس لها أو أن الناس مازالت تريد تلك العادات ولكن البستها ملابس مختلفة أو نظرت اليها بنظرة جديدة
حتى لا يقال بأننا لانتطور

***

ما هو مفهومنا للتطور؟
وهل حقا نسعى له؟

حين يعي الواحد فينا ما حوله نجده يشعر بالسخط على كل العادات والتقاليد
وعلى النهج الذي يسير عليه ابائنا وأجدادنا
فنصرخ صرخة مراهق
وننتفض انتفاضة الشباب
نحاول التغيير

ونرى بأنه الى الأفضل

فلا نترك شيئا الا ونحاول تغييره دون ان نرى ان كان يحتاج الى تغيير أم لا

فنصل اى مرحلة نشعر بأننا اضعنا هويتنا أو جزء منها

فنحاول العودة تدريجيا الى درب ابائنا وأجدادنا
مع تغيير طفيف فيه

ثم يأتي بعدنا جيل
يصرخ كما صرخنا
وينتفض كما فعلنا
فنصده كما صدنا من قبلنا
ليعود الى دربنا
درب الاباء والاجداد مع تغيير طفيف

وهكذا
ليكون تطورنا بطيئا جدا يكاد لايرى

ياترى ما الذي يعيدنا ال ذلك الدرب من جديد؟
بعض الامرو نعود لها على اقتناع بأنها صحيحة لاتحتاج الى تغيير
واحينا يكون تيار اتغيير الذي زعمناه ضعيفا ولم يكن المجتمع مستعدا له
أم ان العيش في حياة عاديه دون تغييراريح فالتغيير بحاجه الى قوة وصبر
ام اكتشفنا ان التغيير قد يسبب التخلي عن هويتنا

***
هل نحتاج حقا للتطور والتغيير؟
نعم نحتاج
ولكن
لابد أن نحدد معنى التطور والتغيير الذي نريده
ذلك التغيير الذي يرتقي بنا دون أن يمس هويتنا الاسلامية والعربية والخليجيه

لا يجب أن نقبل أن نعيش حياة عادية دون أن نترك بصمة ولو صغيرة
ليكمل من بعدنا مسيرة التغيير للأفضل

فلتكن حياتنا عطاء في درب الخير

**

تقبلوا تأملاتي وتخاريفي

ليست هناك تعليقات: